في صَحْراءِ مَشَاعِري
الخَاليةِ
أعلَنَ البحرُ عَنْ
نَفسِهِ
أمَامي،
فَتَوارَيتُ سَراباً
وَغَدَوتُ زَوبَعَةً
مِنْ رَملٍ!
استَعمَرَتْ
ذَرّاتُها
دَهاليزَ الجَدِيلةِ
تَعلَّقَتْ
بمَشانِقِ هُدُبي!
أغلقَ بَعضُها مَنافِذَ
الهَواءِ
وَامتَلأ فَمِي
بكُثبَانِ
المَنافيْ .
جَابَتِ الرّيحُ
مَتاهاتِ ذاكرَةٍ
مُتْخَمَةٍ
بِرائِحةِ البَارُودِ
وَزَمجَرةِ المَقاصِلِ
فَتَحَرَّرتْ مَلامِحي مِنْ
بَقَايا
مَعرَكةْ!
دَخَلَ الغَريبُ
مُمتَطياً
جَوَادَ النّصرِ
فَتَحَ صُرّةَ الرّغَباتِ
مُتَوسِّلاً أنْ :
أرقُصِي لي
هذهِ الليلَةَ!
سَانَدتْنِي إرادَتِي
الرّابِضَةُ
حَطّمتُ أسْوارَ
القلعَةِ
ثم ارتَكبتُ
الجَريمةَ
الكُبرَى
وانْغَمستُ كسَمَكةٍ
تُقاومُ
الأمواجَ
مِنْ كُلِّ شَاطئٍ
مَوْجَة
تلوَّتْ أفعَى صَوتي
من بَطنِ مَحَارَةٍ
ثم نَفثَتْ بِكِبرِيَاءٍ :
لَستُ سَالوُمِي
وَهَذا ليسَ زَمَانُ
الأنبيَاءْ !
بَينَما الماءُ
يَغرَقُ
وَيمُوتُ
البَحرُ!
وَهَا أنا أتَمَترَسُ
سَدّاً
تَ
تَ
كَ
سَّ
رُ
عَلَى صُمودهِ
المُستَحِيلاتُ.
أمسِكُ كَفَّ
الرِّيحِ
وَأعرِفُ دَربيَ
نَحوِي!